جوهرة الزمان

موضوع: جوهرة الزمان الأربعاء يوليو 13, 2011 7:47 pm

جوهرة الزمان
ساقتها الحياة إلى درب الحب والغرام، ليذوق قلبها ألحان السعادة والأمان، ويتراقص جسدها على نغمات الحنان، بعد أن كانت تتطاير على أجنحة الأحزان، ها هي هنا تحب ...، ظنت أن أيام الماضي ستذهب مع رياح الألم والفراغ، لكن قصتها بدأت من هنا.
صبية ككل الصبايا كانت ترجو أن يهتف قلبها للحب والغرام ، لم تكن تطمح لقصة ليلي وقيس ولا روميو وجولييت، بل كانت ترى أن قصتها تختلف عن كل قصص الحب، رغم أنها كانت تعلم أن الحب محرم على مثلها.
كان أول لقاء بينهما في إحدى ممرات الجامعة عندما اصطدم بها وهو ذاهب لملاقاة أصدقائه، اعتذر منها بلطف ورحل، لكنها هي عادت أدراجها وهي تحس بشيء غريب اهتز له جسدها وخفقان قلبها كان كدقات عقارب الساعة التي تود أن يمر الزمن بسرعة لكنه لا يمر، لم تشأ ان تتمادى في إحساسها لأنها تعلم أن القدر خانها مرة وحكم عليها بالتعاسة طوال الحياة.
لا تدري، إن كانت الحياة تخلق لها الصدف لتعيش أم أن القدر يخلق لها حياة أخرى، فمن مجرد لقاء إلى نظرات إلى كلمات إلى حب.
أحست ملاك أنها ملكت الدنيا بتعارفها على أحمد، لم تشعر بتلك السعادة من قبل قط، أضحت كالطائر الذي يغزو كل مكان بجناحيه، وكاللحن الذي يعزف كل ألحان الحياة، والبحر الذي يحضن الرمال ليعبر عن حبه، لكن ليست كل السعادة تكتمل.
فملاك تحمل في قلبها ما يثقل الجبل ويكسر الحجر، كيف لها ان تخبره بماضيها التعيس، كيف لها أن تصارحه بالشيء الذي كسر طفولتها، ستخبره وليحدث ما يحدث هي أحبته من كل قلبها ولن تخون تقته بها.
طلبت ملاك أن تلتقي أحمد على شاطئ البحر، كان الجو يبدو هادئا يبعث على الطمأنينة، وكانت الأمواج تحاكي الغروب بلغة العشاق ، والسكون يخيم على المكان، إلى أن قاطعها أحمد قائلا: حبيبتي انشغل بالي عليك، ما الذي يحدث معك.
ملاك: سأخبرك بشيء لم يعرف به أحد من قبلك، كان سر حياتي الذي أغلقته ولم أشأ أن يفتحه أي مفتاح.
أحمد: تعلمين حبيبتي أني أحبك وحبي لك لا يضاهيه شيء في الحياة.
ملاك: كل فتاة تكون لها أحلام الطفولة بأن تعيش حياتها كأي فتاة، لكني أنا لم أكن مثلهن لأن أحلامي الوردية ضاعت مني وحكمت عليا الدنيا بالوحدة والألم، أنا أحببتك من كل قلبي ولم أشأ أن أخفي عليك ما خبأته لي حياة الماضي (بدأت الدموع تنزل من عيونها بحرارة وتتحدث بلوعة الألم، ربت أحمد على كتفها ومنحها منديلا لتسمح تلك الدموع الغالية ) قائلا : لا يوجد شيء يستحق دموعك الغالية و..فقاطعته قائلة:
لو سمحت لا تقاطعني اسمعني وبعد ذلك أي قرار تتخذه سيلقى صدرا رحبا مني، ففي سن صغيرة كنت عرضة لشهوة حيوانية من شخص حطم حياتي، اغتصب طفولتي البريئة و
قاطعها أحمد بحنق : هل تقصدين انك لست ..
فأجابت: نعم، لكن صدقني كان فوق قدراتي، كان فوق قدرة طفلة بريئة تبلغ من العمر سبع سنوات، أنا لم أختر ما حدث لكنه فرض عليا، منذ سن السابعة وأنا أغلقت على نفسي الأسوار ورميت المفتاح إلى أبعد مكان، إلى أن دخلت أنت حياتي فجعلتني أحس أني إنسانة مكتملة.
أحمد: اسمعيني ملاك أنتي أرق إنسانة قابلتها في الحياة، لكن أنتي ان اغتصبت طفولتك فما ذنبي أن تغتصب حياتي أنا لي أهل ولي تقاليد أمشي عليها، فالفتاة تتحدد قيمتها بقيمة ما تملك وأنتي لا تملكين ذلك، مع كل حبي سأقول لك وداعا.
قامت ملاك وهي تكاد تسقط، تمشي كما لو أنها شربت خمر الحياة كله، هي كانت تعلم أن هذا سيحدث لكنها أرادت أن تعيش الحياة.
دخلت غرفتها وهي تبكي وتبكي وتسأل ما ذنبها في الحياة، اغتصبت حياتها في الماضي عن طريق الجسد واليوم اغتصبت عن طريق الروح، إن بكت بكاء النهر لن يكفي ليعبر عن ألمها، قامت وهي في لحظات ضعفها لتتوضأ وتصلي لم تنم طوال الليل وهي تناجي ربها وتحمده على مصابها، وعند الإنتهاء من الصلاة كانت آخر صفحة لمذكراتها قائلة:
"الحياة علمتني أن أكثر لحظات الضغف هي قوة لنا، أنا اليوم أكتب كبنت كشابة كطفلة كحبيبة كصديقة كأخت كأم، أكتب لك أيها الشاب أنك ان ظلمت فتاة تحت شهوة قد تنتنهي فإنك ظلمتها في حاضرها وماضيها ومستقبلها، ليست كل الناس تفهم أني ضحية أو من هم مثلي ضحايا لكن أنت تعلم أننا ضحايا لكم، تعلم أنك لم تغتصبني لوحدي وانما اغتصبت أختك وأمك وزوجتك لأننا نملك ما لا تملك لأننا جواهر الزمان
وتذكر أن من خلقك يمهل ولا يهمل وان ظلمتني اليوم سيأتي من يظلمك.
يا رب اللهم استرنا واستر احواتنا وبناتنا وامهاتنا."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يسلموووووووووووووووووو فدوى
على القصة الرائعة
قصة فى غاية الجمال
وكمان من نسج خياللك
انتى مزهلة ورائعة
بجد حلوة
دموعى كانت هتنزل من كتر الحزن
تسلمى
على القصة
واتمنى انك تكتبى كمان وكمان
تسلمى
الى المزيد

حلوهاوى
وهادفه
هى فعلا مشكله ان البنت اللى بتغتصب الناس بتعاملها على انها هى اللى ارتكتب الجرم ده
دى للاسف ثقافه مجتمع
مافيش راجل شرقى يرضى بزواجه من فتاه مغتصبه
وحتى لو هو رضى اهله مش بيوافقو
موضوعك بيفجر مشكله حيويه جدا يا فدوى

بجد رائع
تسلمى حبيبتى
الى المزيد

mayoya

شكرا ليكي ريهام وميوية ومعاكي حق ميوية أنا اخترت أكتب عن الموضوع لأنو هو مشكلة كبيرة أوي في المجتمع ولأنو في ضحايا كثير بيصير معاهم كدة لي بيطلمهم الرجال ولي ما بينقذوهم برضو الرجال

زائر

يسلموووووووووووووو فدوى لقصصك
انا شخصيا بستمتع وانا بقرأها ودايما بيبقي ليها هدف
تسلمي حبيتبي ودايما للمزيد
تحياااااااااااااااااااااااااتي

موضوع: رد: جوهرة الزمان السبت يوليو 16, 2011 1:30 pm

أنا لبشكرك حبيبتي بيسو على مرورك وعلى كلماتك المشجعة دايما

يسلمووووو هموسه علي مو اضيعك الر وعه

تقبلي مروري

والي مزيد من النجاح والتألق الدائم

تسلمي حبيبتي