لكل انسان اغراض وقاصد في حياته، وفي اعماله، وفي نشاطاته، وفي رواحه ومجيئه. ولكن هل ان هذه الاغراض والمقاصد واضحة محددة، ام هي مبهمة عائمة غامضة؟ الحصيلة هي هدف اساس محدد واضح لا لبس فيه ولا غموض. عندما ياتي طالب البعثة من بلاده الى اوروبا فان هناك حصيله في ذهنه يريدها وهي ان يكمل دراسته العالية وياخذ شهادة الدكتوراة . ولاعب كرة القدم لديه حصيله هي ان يكون عضوا في المنتخب الوطني لبلاده. والشاب لديه حصيله يريد الوصول اليها وهي ان تكون فلانه زوجة له. والحقيقة ان لكل انسان ناجح حصيله محددة وضعها نصب عينيه وسعى الى تحقيقها فحققها.
الحصيله هنا هي قرينة النية او انها هي النية ذاتها. وقد تكون هذه النية منسجمة مع القول والعمل فيكون الانسان صادقا مع نفسه فيصل الى مايريده صراحة وضمنا. وقد تكون النية غير القول والعمل فيخدع الانسان نفسه ويخدع غيره . وفي النهاية يصل الى غير ما اراده بقوله وعمله. وهنا يكون قد فشل في الوصول الى النجاح او نجح في الوصول الى الفشل.
العمل من دون تحديد الحصيله كالسير من دون هدف محدد تريد الوصول اليه فقد تصل الى مكان جميل ممتع وقد تصل الى مكان لاتحبه ولاتريده وقد لا تصل الى نهاية ابدا. والحصيلة هي اهداف نهائية يمكن الاحساس بهاصوريا، او سمعيا، او حسيا. لذلك يجب استعمال كلمات محددة صلبة وليس كلمات عائمة هشة. تقول اريد ان اكون غنيا. "الغنى" كلمة هشة لينة كالمطاط. هل تستطيع ان ترى"الغنى" بعينيك، او تسمع باذنيك، او تلمس بيديك؟ ان ما يعنيه الغنى بالنسبة لك قد لا يعني شيئا بالنسبة لشخص اخر. الف دولار قد تغني غنى وثروة لعامل بسيط في الهند ولكنها لا تعني اكثر من ثمن ربطة عنق للبعض او مجرد وريقات خضراء للبعض الاخر.
الحالة المطلوبة
*الحالة الراهنة والحالة المطلوبة
*تغيير الحالة (التفكير + الشعور + السلوك)
*الموارد
لا بد ان مر بك وقت كنت فيه منشرحا مسرورا سعيدا ووقت كنت فيه مهموما مغموما متألما. وقت كنت فيه نشطا مبدعا ذا همة عالية وطاقة متفجرة جسدا وروحا كان عطاؤك فيه كبيرا واداؤك عاليا. ووقت كنت فيه خامدا ضعيفا لا تقوى على فعل او اداء عمل .
الحالة الذهنية Mental state لشخص ما في لحظة ماهي مايراه الشخص ويتصوره في مخيلته وما يحدث به نفسه وما يحس به من شعور ثم ما ينعكس من ذلك كله على حركاته وتنفسه وتعبيرات وجهه وحركه عينيه.
المركبات الثلاث للحالة هي :
السلوك
التفكير
الشعور
المقصود بالسلوك هو الافعال والاقوال (شكلا ومضمونا)
ان تغيير أي واحدة من هذه المركبات يؤدي الى تغيير في المركبتين الاخريين.
تغيير الحالة - الموارد
حاول ان تتذكر مشهدا او حدثا او حالة كنت فيها مبتهجا مسرورا. ارجع بفكرك الى تلك الحالة وعش في ذلك الجو لدقيقه او دقيقتين محاولا ان تستعيد تفاصيل تلك اللحظات السعيدة ماذا تحس به الان ؟ وماهو شعورك؟... ارجع الى قراءة هذا المقال. هل حصل تغير في شعورك او تنفسك مثلا ؟ بالرغم من ان الحادث الجميل مضى عليه زمن طويل ربما سنين عديدة الا انك استطعت ان تستعيد المشاعر ذاتها التي كنت تحس بها في ذلك الوقت. بكلمة اخرى استطعت ان تغير حالتك الذهنية الى حالة انشراح.
والان تذكر حالة محزنة فيها الم ومرارة. ارجع بذهنك الى ذلك الحدث محاولا استعادة تفاصيله لمدة ثوان (لا ننصح بإطالة هذه الفترة) . كيف تشعر الان؟ لا شك انك تشعر بضيق الم .... ارجع الى قراءة هذه السطور. ماذا حصل لتنفسك؟ ربما اخذت نفسا عميقا. في اللحظة التي تكون فيها منشغلا بقراءة هذه الاسطر تختفي تلك الصور او الذكريات السعيدة منها والحزينة من ذهنك ولكنك تستطيع استدعاء ايا منها عندما تشاء.
في الدقائق القليلة الماضية تغيرت حالتك الذهنية عدة مرات. اذا مررتبثلاث حالات ذهنية: حالة الانشراح والابتهاج وحالة الالم والحزن والحالة الحالية التي تقرا فيها هذا الكلام المكتوب وتعيه. ماذا نستنتج من ذلك؟ ان الانسان يستطيع تغيير حالته الذهنية بغض النظر عما يحيط به. انه يملك عالمه الداخلي. يستطيع ان يتحكم به ان اراد. في حياة الانسان اليومية يتنقل ذهنه من حالة الى اخرى بشكل دائم . وتعتمد عملية التنقل هذه على عوامل عدة منها : النمط الداخلي للادراك (سياتي الكلام عنه في الفصل القادم) المخزون المتراكم في ذاكرة الشخص بحلوه ومره المحفزات.....الخ.
التعامل مع الاخرين
ستجد في البرمجة اللغوية العصبية القوانين او على الاصح الوسائل والاساليب التي تجعلك قادرا على تغيير الحالة الذهنية لك او لغيرك في الوقت الذي تشاءاو يشاء فيه غيرك. ومن هذه الاساليب التي ستمر بها ما يجعل هذه التغيرات دائمة غير مؤقتة. واذا امكن تغيير الحالة الذهنية فقد امكن تغيير السلوك أي العادات والعلاقات والمهارات والقابليات والاداء وكذلك تغيير الشعور والتفكير.